أكدت إفتتاحية مجلة الجيش، في عددها الجديد، أن الجزائر ورغم المحاولات البائسة للتشويش على دورها ومكانتها القارية، تظل رقما مهما في المعادلة الإفريقية وفاعلا أساسيا في هذا المجال الحيوي.
وهو ما جاء في كلمة للفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الرابعة.
وجاء في الإفتتاحية، أن الجزائر اليوم كفاعل رئيس في تحقيق التكامل والاستقرار في إفريقيا، حريصة أشد الحرص على لم شمل القارة. قناعة منها بأن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يحتم عليها العمل دون هوادة ضمن هذا المسعى.
وكذا المساهمة في تمكين إفريقيا من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي. ومن ثم التخلص نهائيا من التركة الثقيلة التي خلفها الاستعمار الذي يتحمل بقدر كبير مسؤولية الوضع المزري الذي تعيشه القارة.
وهو ما يستدعي التضامن والتآزر بين دولها، وإعطاء دفع قوي للتنمية الشاملة لقارتنا. التي تمتلك كل المقومات للمضي قدما نحو تحقيق النماء والرقى والازدهار.
في هذا السياق، ذكرت الإفتتاحية، أن مجلس الأمن كرس الشهر الفارط دور الجزائر نصيرا للاتحاد الإفريقي في الوقاية من الإرهاب ومكافحته.
كما تم، لأول مرة، وبإلحاح من الجزائر الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به مختلف الآليات الأمنية الإفريقية القائمة. وهو اعتراف بقدر ما يمثل تشريفا للجزائر وإشادة بدورها الرائد في مكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة.
مشيرة إلى أن هذا يزيد من حجم هذه المسؤولية بحكم أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. هو الناطق بإسم إفريقيا في ميدان مكافحة الإرهاب والمخول له صلاحية متابعة هذا الملف قاريا. وهي مسؤولية تدرك الجزائر تقلها، وتتحملها بكل عزم وتفان واقتدار. ملتزمة بدورها القاري ومتمسكة بعمقها الإفريقي كخيار إستراتيجي. عبر التعاون المثمر والوثيق مع الدول الإفريقية للاستجابة لأولويات قارتنا في مجالات السلم والأمن والتنمية.
الجزائر جسر يجمع ولا يفرق.. وسند يدعم ولا يخذل
ذلك ما أكده السيد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة 11 من ندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا مطلع شه ديسمبر 2024، قائلا إن الجزائر. وهي تحتضن هذه الطبعة الحادية عشرة تجدد التزامها الثابت بدعم كل جهد يسهم في التعبير بصوت واحد وموحد عن مصالحنا في القارة الإفريقية. متعهدة بأن تكون جسرا يجمع ولا يفرق، وسندا يدعم ولا يخذل. وصوتا يعلو ولا يخفت في الدفاع عن هموم وقضايا وتطلعات دولنا مجتمعة تحت قبة منظمتنا القارية.
في هذا الصدد، وفي ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة، يميزها تنامي الأزمات التي تجعل أمن واستقرار القارة على المحك. تواصل الجزائر دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، الذي كان وسيظل هدفا إستراتيجيا. بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو استقطاب بين القوى الكبرى. والإمعان في تهميش قارتنا الإفريقية ووضعها في ذيل الاهتمامات الدولية.